عاش كارلو أنشيلوتى، المدير الفنى لريال مدريد أكثر من فترة عصيبة منذ بداية العام الجارى 2023. تخبط الفريق المدريدى كثيرا على المستوى المحلى، وتعثر فى أكثر من مباراة ليتسع الفارق بينه وبين المتصدر، برشلونة، إلى 9 نقاط.
خسر الفريق الملكى كأس السوبر فى المباراة النهائية أمام البارسا، وتجاوز عقبات أتلتيكو مدريد وفياريال بصعوبة فى كأس ملك إسبانيا. استفاق العملاق المدريدى نسبيا بتتويجه بلقب كأس العالم للأندية فى المغرب بعد فوزين عريضين على الأهلى المصرى والهلال السعودى.
عاد ريال مدريد من المغرب لينفجر بثلاثة انتصارات متتالية أمام إلتشى وأوساسونا، ثم اكتساح ليفربول بنتيجة (5-2) فى معقله، آنفيلد رود، بذهاب ثمن نهائى دورى أبطال أوروبا.
بعد دك ليفربول وسط جماهيره، بلغت طموحات وأحلام أنصار ريال مدريد إلى عنان السماء، إلا أن الفريق دخل مجددا فى نفق مظلم. على مدار 3 مباريات متتالية، تعادل ريال مدريد مع ضيفه أتلتيكو مدريد (1-1) فى الليجا، ثم خسر بهدف وسط جماهيره أمام برشلونة فى ذهاب كأس ملك إسبانيا.
وفى ملعب بينيتو فيامارين، عاد ريال مدريد بتعادل سلبى مع ريال بيتيس، ليقدم هدية جديدة لغريمه الأزلى، برشلونة، فى صراع المنافسة على لقب الدورى. لم يجد كارلو أنشيلوتى حرجا فى انتقاد لاعبيه بشكل علنى، حيث فسر المدرب الإيطالى المخضرم معاناة فريقه على مدار 3 مباريات متتالية، بأن لاعبيه افتقدوا الفاعلية.
قال أنشيلوتى لوسائل الإعلام: «ليس من المقبول أن نسجل هدفا واحدا فى 3 مباريات، كما أن الهدف جاء من ركلة ثابتة، الفريق افتقد للفاعلية وإيجاد الحلول». وجدت كلمات المدير الفنى لريال مدريد صدى لدى لاعبيه فى المباراة الأخيرة بالدورى، حيث قلب الفريق تأخره بهدف إلى فوز بثلاثة أهداف متنوعة.
ويأمل أنشيلوتى، أن تكتمل انتفاضة لاعبيه فى 4 أيام حاسمة للغاية، قبل مواجهة برشلونة فى ملعبه بالليجا، مساء الأحد المقبل. ويدرك مدرب ريال مدريد ولاعبوه أنهم أمام تحد فنى ومعنوى لإحراج برشلونة صاحب أقوى خط دفاع فى الدورى الإسبانى، الذى لم يستقبل سوى هدف واحد على ملعبه فى مشوار المسابقة، هذا الموسم.
ويحتضن ملعب سبوتيفاى كامب نو المباراة المرتقبة والرابعة بينهما يوم الأحد المقبل، ضمن منافسات الجولة 26 من الليجا. يتخلل كلاسيكو الأرض دوما مشاحنات عديدة واشتباكات لفظية وجسدية بين لاعبى الفريقين، بل ينضم أحيانا أحد المدربين لهذه الاشتباكات، مثلما حدث فى كلاسيكو ذهاب نصف نهائى كأس الملك بين تشافى هيرنانديز، مدرب البارسا، الذى تفوه بكلمات مسيئة تجاه دانى كارفاخال، ظهير الريال.
وربما يشهد الكلاسيكو المقبل خروج أحد اللاعبين مطرودا، لا سيما فى ظل أهمية المباراة وحساسيتها بجانب تنافس الفريقين على اللقب.
وحال فوز برشلونة بالمباراة، فإنه سيلامس لقب الليجا الغائب عنه منذ 2019، وذلك بتوسيع الفجوة بينه وبين الريال إلى 12 نقطة. ويحتل برشلونة صدارة جدول الترتيب برصيد 65، فيما يأتى ريال مدريد ثانيا برصيد 56 نقطة.
هناك لاعبون مرشحون بالفعل لنيل البطاقات الحمراء فى الكلاسيكو، إما بسبب تدخلاتهم الخشنة، أو لسهولة استفزازهم وخروجهم عن النص، فضلا عن الاعتراض على الحكام باستمرار.
وعلى رأس هؤلاء المهددين بالبطاقات الملونة، البرازيلى فينيسيوس جونيور، لسهولة استفزازه بالضغط عليه من لاعبى المنافس. كما اعتاد جناح الريال مؤخرا الاعتراض بكثرة على قرارات الحكام، مما يجعله أقرب اللاعبين للحصول على البطاقات.
وسينضم لاعبو خط الدفاع فى كلا الفريقين لقائمة المهددين، نظرا لأنهم يضطرون لارتكاب مخالفات بتدخلات عديدة على مدار المباراة. وبدرجة أقل، فإن لاعبى خط الوسط فى الجانبين يبقون تحت التهديد ذاته، لحاجتهم أحيانا لتعطيل بعض الهجمات بصورة غير مشروعة، لإيقاف خطورتها فى مهدها.